الجزائر الوفية لمبادئ سياستها الخارجية ومواقفها النابعة من دعم حق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها ما فتئت تؤكد مرارا وتكرارا أنها لن تدخر أي جهد للمساهمة في مساندة مساعي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه الشخصي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس بهدف دفع مفاوضات التسوية السلمية بين المغرب وجبهة البوليساريو التي وصلت إلى طريق مسدود وظلت تراوح مكانها بسبب التعنت المغربي ومحاولاته اليائسة لتكريس احتلاله لهذا الإقليم الذي صنفته الهيئة الأممية في خانة الأقاليم التي مازالت مستعمرة وغير مستقلة.
والجزائر التي تعي تماما مسؤوليتها وواجباتها تبقى على أتم الاستعداد لتقديم كل الدعم لجهود الأمم المتحدة لتسوية النزاع المغربي الصحراوي الذي طال أمده وتدعو المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤوليته كاملة تجاه الشعب الصحراوي وفقا للشرعية الدولية.
هذا الموقف الثابت النابع من مبادئ السياسة الخارجية وتتقاسمه جميع الفعاليات السياسية والجمعوية التي حضرت بقوة المؤتمر الـ 14 لجبهة البوليساريو ، ينطلق من ثقافة راسخة لدى المواطن الجزائري في مناصرة الشعوب المستعمَرة والمستضعفة ولو كان المستعمِر جارا وشقيقا الذي عليه الامتثال للشرعية الدولية. ومثل هذا الموقف ليس غريبا عن الجزائر التي وقفت إلى جانب حركات التحرر في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، فاستحقت آنذاك وصفها بـ«مكة الثوار وقبلة الأحرار” ولا يمكنها سوى الثبات عن هذا الموقف مهما كانت الظروف، وعلى المغرب أن يعي ذلك ويتوقف عن الزج بالجزائر في نزاع صنعه بنفسه وإصراره على إتباع سياسة التوسع ورفضه الانصياع للوائح الأمم المتحدة الداعية إياه إلى تنظيم استفتاء تحت رعايتها لتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره بنفسه.
وأمام هذه العقبات التي يستمر المغرب في وضعها على طريق المفاوضات، يتطلع الشعب الصحراوي وقيادته بأمل كبير للزيارة المرتقبة التي سيقوم بها مطلع السنة المقبلة إلى المنطقة المغاربية الأمين العام الأممي بان كي مون، والتي قد تأتي بجديد وتكون حاسمة بالنسبة لمسار القضية الصحراوية خاصة وأن الصحراويين طال انتظارهم وسئموا 40 سنة من الاحتلال و24 سنة من الانتظار بعد إطلاق النار.
بقلم : المتوكل
يجب ان تسجل الدخول لتتمكن من التعليق